الوهابية خوارج العصر

 روي ابن عمران رسول الله  (صل الله عليه و سلم) قال:
 " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا
 قال :
 قالوا: وفي نجدنا
 قال: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان "[1]
 وعن ابي سعيد الخدري قال:
 سمعت رسول الله  صل الله عليه و سلم يقول :
" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرؤون القران لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))[2]
 وعن سويد بن غفلة:
قال علي رضي الله عنه :
سمعت النبي صل الله عليه و سلم يقول:
" ياتي في اخر الزمان قوم حدثاء الاسنان ، سفهاء الاحلام ، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم ، فاينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فان قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة)) [3].
وفي هؤلاء وامثالهم يقول الله عز وجل في كتابه المبين:
 قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103) الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً(104) أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً(105) (سورة الكهف).
 لقد خرج الخوارج في الماضي عن طاعة امير المؤمنين علي رضي الله عنه و ارضاه وكفروه وكفروا المسلمين معه، فكان كل ضحاياهم من المسلمين، ولم يقتلوا يهوديا واحدا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا كافرا واحدا، بل وجهوا جام حقدهم وقساوتهم ووحشيتهم ضد المسلمين، فقتلوا الرجال والشيوخ والاطفال والنساء حتى بقروا بطون الحوامل من النساء المسلمات...
وكان من ضحايا كفرهم وضلالهم امير المؤمنين الامام علي  رضي الله عنه و ارضاه.
وفي العصر الحديث أي منذ ما يقارب القرنين تقريبا عاد الخوارج من جديد من المنطقة التي حذر منها رسول الله صل الله عليه و سلم الا وهي منطقة نجد تحت اسم " الوهابية " تارة و " السلفية "  تارة اخرى ، فكان جل ضحاياهم من المسلمين الموحدين  فهم لا يرقبون في مسلم الا ولا ذمة.

 فمن هم السلفيون ... خوارج هذا العصر ...  الذين يتسمّون في السعودية ب " الوهابية "  وفي خارجها تمويها ب " السلفية " ؟

 تعريف السلفية  
يقول احمد بن حجر في تعريف مذهب السلف:
واما المراد بمذهب السلف هو ما كان عليه الصحابة  (رضي الله عنهم) وما كان عليه اعيان التابعين لهم باحسان وما كان عليه اتباعهم وائمة الدين ممن شهد له بالامامة، وعرف عظيم شانه في الدين وتلقى الناس لكلامهم خلفا عن سلف . كالائمة الاربعة  والليث بن سعد وابن المبارك ، والبخاري ومسلم وسائر اصحاب السنن دون من رمي ببدعة او شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمعتزلة وسائر الفرق الضالة.
 وقالوا ان السلفية هي ماورد في حديث رسول الله صل الله عليه و سلم  عن عبد الله ابن مسعود:  " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ اقوام تسبق شهادة احدهم يمينه ويمينه شهادته ".
انطلاقا من مضمون هذا الحديث – بصرف النظر عن صحته او ضعفه – فخير الناس معاصري رسول لله  صل الله عليه و سلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وهؤلاء اطلقوا عليهم  التابعين، والسلف الصالح.
 فاذا كان مذهب السلف ما كان عليه الامام مالك فلماذا يرفض المذهب المالكي وينهي السلفيون المعاصرون عن تقليده ؟ !.


[1]  البخاري في صحيحه (1037) في كتاب الجمعة، الباب رقم (27) وهو (باب ما قيل في الزلازل والايات).
[2]  البخاري في الصحيح في (كتاب فضائل القرآن) الباب رقم (36) وهو (باب اثم من رآى بقرة القرآن...) حديث رقم (5058).
[3]  صحيح البخاري في نفس الباب السابق، رقم الحديث (5057).

تعليقات

المشاركات الشائعة