التصوف عند ابن تيمية حمه الله

قال ابن تيبمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36
وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ماجاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة 
اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه
التصوف تكلم به الامام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوريوالداراني وغيرهم 
قال ابن تيمية رحمه الله
وأول من حمل اسم ((صوفي)) هو أبو هاشم الكوفي، الذي ولدفي الكوفة، وأمضى معظم حياته في الشام، وتوفى عام(160ه)، وأول من حدد نظريات 
التصوف وشرحها هو ((ذو النون المصري)) تلميذ الإمام ((مالك))، وأول من بوبها 
ونشرها هو((الجنيد)) البغدادي  اه . 
ملحوظة :ابوهاشم الكوفي كان معاصراً للامام المجتهدسفيان الثوري الذي توفي عام 155هـ 
قال عنه سفيان الثوري : لولا أبو هاشم ماعُرِفت دقائق الرياء

قال ابن تيمية في رحمه الله ( مجموع الفتاوى ) (11/6
 أول ما ظهرت الصوفية من البصرة وأول من بنى دويرةالصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد وعبد الواحد من أصحاب الحسن وكان في البصرة 
من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار 
ولهذا كان يقال فقه كوفي وعبادة بصرية
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (11/282 
وعبد الواحد بن زيد وأن كان مستضعفاً في الرواية إلا أنالعلماء لا يشكون في ولايته وصلاحه ولا يلتفتون إلى قول الجوزجاني فأنه متعنت كما 
هو مشهور عنه 
وذكر ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمنوأولياء الشيطان [أن عبدالواحد ابن زيد من أولياء الرحمن.
تعريف الصوفي عند ابن تيمية رحمه الله في ( مجموع الفـتاوى )(11/16
هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهوالصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل 
هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق 
ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك 
الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل 
الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب 
اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم 
والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف 
من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل 
منه وأفضل منه 

قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5) 
(
أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثةوإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ 
كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه 
تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا 
لاتنافي انه كان موجود 
وقال في مجموع الفتاوى (11/17 
طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجونعن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك 
طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد 
الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما 
اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد 
الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب 
أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل 
البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ).اهـ 
يقول ابن تيمية في هذا الباب الفتاوى (11/28 - 29 
 
لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيه أمور يحبها الله ورسولهفتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا وتصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها 
لم يخرج ذلك بأن تُسمى باسم أخر . كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر 
والشكر والرضا والخوف والرجاء والمحبة والأخلاق المحمودة .) "اهـ. 
مجموع فتاوي ابن تيمية - كتاب التصوف (ج5 ص3 
و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهمفقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك." اهـ  
قال ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى (جزء 20 - صفحة 63  
ثم هم إما قائمون بظاهر الشرع فقط كعموم أهل الحديثوالمؤمنين الذين فى العلم بمنزلة العباد الظاهرين فى العبادة وإما عالمون بمعاني 
ذلك وعارفون به فهم فى العلوم كالعارفين من الصوفية الشرعية فهؤلاء هم علماء أمة 
محمد المحضة وهم أفضل الخلق وأكملهم وأقومهم طريقة والله أعلم) اه 
قال في ( مجموع الفتاوى ) (11/16 : 
 
وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعدالأنبياء الصديقون
مجموع الفتاوى [ جزء 7 – صفحة 190  
 
فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالاومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما 
فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان 
المستحب فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن 
فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل أن يكون الله 
ورسوله أحب اليه مما سواهما بل أن يكون الله ورسوله والجهاد فى سبيله أحب إليه من 
أهله وماله ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء 
المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والإنابة إليه مع خشيته كما قال 
تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ومثل الحب 
فى الله والبغض فى الله والموالاة لله والمعاداة لله) اه . 


تعليقات

المشاركات الشائعة