تنبيه الغافلين



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد الاولين و الاخرين المبعوث للعرب و العجم بالهدي القويم و على آله وصحبه التابعين له بإحسان إلى يوم الدّين .
وبعدُ: فإنّه لخطرٌ كبيرٌ وجللٌ عظيمٌ مما تعيشُه الأمّة الإسلامية من طاعون التفرقة الذي أصبح أمرا مُهما عند أعداء الدّين الذين يَدرسونه بإحكام ويدرِّسونه بثوب الاسلام و ينشرون سمومهم باتقان {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30، بحثوا في قلوب أبنائنا وإخواننا فوجدوها ليّنةً خالية، كما قيل: ((أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ** فصادف قلباخاليا فتمكنا ) ، وأنفقوا لهذا المخطط أموالا طائلةً ''’{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}) سورة الأنفال) وما أردنا من هذا إلاّ النصح لإخواننا و الرجوع بنا جميعا إلى العلم الصحيح الذي يجمع هذه الامة الاسلامية .

السم الدسيس
إنّ السمّ الدّسيس الذي غُذِّي به إخواننا الذين لانت أفئدتهم من حُبهم للاسلام وعدم تفقههم في الدّين فدخلوا البيت من غير بابه ،بل أنّهم ركبوا مطيةً عمياء، وخبطوا في الأرض خبْط عشواء. فوقعوا والعياذ بالله فيما لا يُحمد عقباه ، فتجد الرجل يفسِّق أخاه، ويكفّر أباه، ويُبدّع من لا يهواه ، وإنما هي كلمات تلقاها بطريقة أو بأخرى لا يعرف معناها، المهمّ عنده أن يُظهر الاخلاص في هذا العمل، وهو لا يدري أنه يطعن ظهر الاسلام ظنًّا منه أنّه يخدُم بذلك الاسلام، ويسعى لإرضاء ذي الجلال و الإكرام .

الجاهل لا يعذر بجهله
لو كان في الجهل عذرٌ ما كان في العلم فائدة. وأنّ المسئ يعاقب شرعا على إساءته، وتعرف أيضا أيها الأخ الكريم أنّه لا يُسْتخفّ إلاّ بعقلٍ جاهلٍ بليدٍ، لإنّه هو الذي ينقل كلاما من غير تَبصُّرٍ ولا تَمحّصٍ ، إذن فالجهل ضررٌ عليك وهو مراتب ، فهناك جاهل ذكي أي فطن أفضل من المتعلّم الذي لا يُعمِل الفكر السديد ، فهو كالمُسجِلة يقول ما يُملى عليه فقد شوهد مِثل هذا الذي يدّعي المعرفة يشاجر أباه في مقبرةٍ لأجل خشبة وُضعت على قبر أمّه ( التي تُسمى بالشاهد) ،فهل عقوق الوالدين الذي هو من أكبر الكبائر بعد الشّرك بالله أعظم جُرمًا أم هذه الخشبة المغروزة في القبر ؟ فهذا مثل من ألف مثال الذي نشاهده .

الأخطاء التي يقع فيها الجاهل
إنّ الجاهل بالضرورة يفتقر إلى العلم الذي يُنير الدّرب ويكشف عن الدسائس، فتراه مثلاً لا يُسلّمُ إلا لمن هو على طريقه، فأين هو من قوله صلى الله عليه وسلم (»تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ. «متفق عليه) وتراه منفردا عن الناس فأين قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) و قوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم) ولربّما أدّى به الفكرُ المُعوجّ إلى تفجير نفسه وأهله، ويرى ذلك عملا يدخله جنّة النّعيم ، كلاّ و الله ما أصاب

العلم سلاح المؤمن
أخي القارئ: تعالى بنا نقرع باب العلم ونضع ميزان الشرع ولا نُحكّم عقولنا، لأنّ ما حسّنه الشرع فهو الحسن وما قبحه فهوالقبيح ، إذن فميزاننا واحدٌ وهو الشرع، لا يتغيّر بحمد الله ، فلا نأخذ به تارةً و نتركه تارة، وهذا ما يُسمّى << الوزن بميزانين >> وهو من أقبح الأصول التي يلعب بها على عقول الناس الذين لا فقه لهم بأمور الدّين السّليمة ،كالتفريق بين الاشياء المتماثلة ، فالعقول السّليمة تكشفه، ويلعب على ذوي العقول البليدةِ كمسألة الخروج على الحاكم، فإنّ الشّرع لم يفرّق بين حاكم بلدةٍ ما وحاكم آخر، والعقلُ تبعًا له في الحكم ، فلماذا يحرّم الخروج على هذا، وفي نفْس الزمن يُبيح الخروج على الأخر، ويسمّى جهادا فاعتبرو يأولي الأبصار، إلى ما جرت به الأقدار، ولا دليل لمن يَبثّ هذه السّمُوم إلاّ قولهم قال العلماء وإن سألتهم عن العلماء أو عن د ليلهم انتفض انتفاضة عصفورٍ بلّله القطر 

و أخيرا فليعلم القارئ أنّنا نريد بهذه الأسطر إيصال المعلومة الصحيحة التي يريد المفرقون لجماعاتنا ألاّ تصل إلى المسلم ، لإنّ المسلم لا تصل إليه غالبا إلاّ معلوماتهم فقط ، فمساجدنا و جامعاتنا وثانوياتنا، وكل مكان قد توجد فيه المعلومة مجانا حتى مواقع التواصل الاجتماعي و القنوات الفضائية قد أغرقوها بمطوياتهم، و منشوراتهم وأقراصهم و كُتيّباتهم ولا تجدهم في هذا كله إلا كالمُجتر لما أكله ، فمسائلهم لا تتعدى المائة مسالة فهي في جميع ما يبلغونه للناس وإن كانت الصيّغ قد تتبدل فلا يتكلمون إلاّ على الشّرك والبدعة والكفر والنّار عياذا بالله، فلا تجد البشاشة على وجهه أبدا بل يتعبّد الله تعالى ببغض المسلمين والكيْد لهم، لأنّهم أوهموهُم إنّ المجتمع حتى أبائه كانوا على ضلالة، فنحن نريد أن تعرف بإذن الله تعالى أنّ للبلاد علماؤها ذادوا عن الشريعة منذ أزمان و لازالوا على ذلك، و بذلوا النفْس و النّفيس ، لا كما يزعم هؤلاء ،وكن ياأخي خلفا لخيْر سلف، وسنتطرّقُ إلى ذلك مسألة مسألة . والله المستعان ، وعليه التكلان .
الشيخ محمد سالمي 
الشيخ محمد بوغفالة

تعليقات

المشاركات الشائعة